في أيامنا هذه ، سـافر شاب عراقي من سكنة بغداد عاصمة الحب والعلم والعلماء الى خـارج الـوطـــن ، كي يحمي عائلته من ردى الحرب ووغى الأيـام ، حيث كان متأملاً بأنه سوف يتلقى ترحـاب وعنـاق مـن قـبل أخـوته ...........
ظل هذا الشاب يلوذ بأسرته من بلد الى بــلد يدخـل لكـل بـلد ويقــول أنــا عــراقي يــا أخـي،
فيتـلقـى التـرحاب لشهرين أو أقـلْ ، فبقـى حائـراً متسائلاً لمـا كـل هـذا يـابشـر ؟؟؟؟
ألستُ أنا من فتح داري لكـم ؟؟؟
ألستُ أنا من ضيف الـ سبعة مـليـــون بـالخيـر والعـز وبكل فخر ؟؟؟
ألستُ أنا من بنى دار جاري دون دينٌ وذلِ وطـلبْ ؟؟؟
ألستُ أنا من حارب لجولاني ولسيناء في مصـر ؟؟؟
ألستُ أنا من وزع خيري على الجيران وأنا في شعبي يُحتضر ؟؟؟
ألستُ أنا من نشـرتُ علمي دون حقـدً أو تكبرْ ؟؟؟
أذن مادهى الزمانُ معي وماذا حصـلْ ؟؟؟
فقـال الشـاب العـراقي بصـوتٌ حـزيـن :_
رمق الأفق طرفه فترامى .... ورأى الحق فوقه فتعامى
كل يوم للحاكمين كؤوس .... جرعوها الشعوب جاماً فجاما
كذب الخائفون ما الضيمُ منـا .... أيُّ يُرضيه أن يستضاما ؟؟
آيتا العرب في ندىً وزِحام .... طيبوا ذكركم ، وموتوا كراما
أنا ذاك الحر العراقي إما .... حن يستنهضُ العراق الشاما
فمضى الشاب وهو يردد كلمات في حب العراق
لأنه رأى لابلد كبلده ولا كرم ككرمه فالعراق أكرم الناس دون حساب ودون قيام
فبقى الشاب ينظر للسماء وهو يظمأ لا عطشا بل يظمأ لمنجد ولمعين فلم يجد سوى عـــراق الخيــر والمجــد والعــزة
لأنـه العـوده لـه خيـر وكـرامـة من ذل من أخوتــه ....!!!
فقرر الشاب ان ينام في حدود جارته العاربية !!!! التي مُنع من دخولها لأنه يحمل جواز مكتوب عليه "جواز عراقي" !!!!!
فبقى يفكر ويقول لماذا لماذا ..... لماذا لماذا أنــا أعـرف أنـي لـي أخــوة ينـطقـون لغـتي ويسمونـا أمـة واحـدة !!!
فنظر الى زوجته وقال لها :_
هي النفس تأبى أن تذِل وتُقهرا .... ترَىَ الموت من صبر على الضيم أيسرا
وأذ قرر ان ينام هذه الليلة في العراء...
وأن يسافر لأراضي الخير والكرامة الى عـريـن الأســود الى "العــراق"
ولكنه بقى ينشد بالكلمات ويقــول :_
حييت سفحك عن بعد فحييني يا دجلة الخير يا أم البساتين
حييت سفحك ظمآنا ألوذ به لوذ الحمائم بين الماء والطين
يا دجلة الخير يا نبعا أفارقه على الكراهة بين الحين والحين
إني وردت عيون الماء صافية نبعا فنبعا فما كانت لترويني
وأنت يا قاربا تلوي الرياح به ليّ النسائم أطراف الأفانين
وددت ذاك الشراع الرخص لو كفني يحاك منه غداة البين, يطويني
وأذ في منامه ..... يأتيه شيخ نوراني الوجه أبيض الملبس قوي الجثة فصيح اللسان وقال له :_
يابني ؟؟
فلم ينتبه اليه ؟؟
فقال له ياعراقي ؟؟
فأنتبه اليه الشاب وهو لايعرف هل هذا حلم أم حقيقة !؟؟؟
فقال الشاب من أنت ؟؟
فقال الشيخ : لاتعرفني فأنا من أعرفك لأصلك الراقي ...
فتعجب الشاب وظل ينظر يميناً وشمالا وقال .. ياشيخ ماذا تريد ؟؟
فأجاب الشيخ : أنا من سأكشف عنك حزنك وأزيح عنك همك !!!
فقال الشاب : انا همي كبير وحزني طويل وعندي جرح لايضمر أبدا ؟؟؟
فقال الشيخ : لاتحزن يـابني فأنت عراقي يعني من بلد الرافدين ِ !!!
فتعجب الشاب وسئله : كيف عرفت أني عراقي ؟؟
فأجاب الشيخ : هل يخفى القمر في ظلمة البيداء ِ ؟؟؟
فبكى الشاب وهو يقول أنـا سليـب الـوطن
فقـال الشيخ : لا ياولدي فأنت صاحب أرث الحضارات فأنت صاحب الأفضال على العـارب ؟؟؟؟
الا تدري أنك من بلاد سومر وأكد ؟؟
الا تدري أنك من بلاد حمورابي صاحب القانون الأول المعترف ؟؟
الا تدري أنك من بلاد بابل وحضر ؟؟
الا تدري أنك من أرض الجنان والعـلم ؟؟
فقـال الشاب : ادري والله أدري فأنا عراقي عن جدً وأبْ
ولكـن ياشيـخ أنـا مفتخـر بنسبي لعراقي ومفتخر بأرض ومفتخر بأصلي ولكن لماذا لايضيفني العارب ؟؟
فأجـاب الشيـخ : لاياولدي .... فبلاد العرب مضطهدة من أيادي مدسوسة فلاتتعجب والشعب كلهُ قانت مهدد !!!
فضحك الشاب وقال : الحمدلله يارب خلقتني عراقي من بلد دجلة والفرات
فقال الشيخ : اضحك وابتسم يابطل ، ياشاب حدثني ماذا تعرف عن وطنـك ؟
فقال الشـــاب :_
أنـا من بــلد يُـعرف ببلد أول الحضــارات
أنـا من بــلد يُـعرف بالكـرامــات
أنـا من بــلد حبــهُ نبـي الله أبراهيـم عليه السـلام
أنـا من بــلد جعـل الله في جنتـه لآدم ، جنـة من أرض العـراق
أنـا من بــلد رست فيـه سفيـنة نـوح والبشـر
أنـا من بــلد نبي الله يـونس عليه السلام
أنــا من بـــلد المتنبـي والجـواهري وأهــل العـلم
أنــا من بــلد أبـو حنيفـة والكيــلاني والأســلام
ولكـن مايسعـدني فأنـا بأرض دفـن فيـها آل المصطفى محمد (صلى الله عليه واله)
ففيها الكرار الأمام علي عليه السلام
وفيها أبا عبد الله الامام الحسين بن علي عليهما السلام
وفيـها آل محمد وسلالة ابـا الشهداء
حقيقة أنــا فخـور بأرض العـراق .... أنــا فخــور لأني من أرض النجـبـاء
فضحك الشيخ وقال : يـاليـتنـي قد خلقـت من بـلادك لأنـك أرض من أرض الأطهار
ويكفي تـرابهـا من جنـان الله الجبـار
فهنيئاً لكم يـا أهـل العــراق
وفي هذه الأثنـاء فز الشاب وهو لايعرف هل كان هذا حلم أم علم ، فقرر التوكل على الله وان يذهب للعراق وبرأس مرفوع وهو يردد كلمة لا اله الا الله ومحمد رسول الله .......
وصل الشاب الى العراق في تاريخ 12/8/2007 وأستشهد هو وأسرته أثر هجوم أنتحاري من قبل عبدة الشيطان فأردوهم شهداء .
أنتهى ....
--------------------------------------------------------------------------------
هذه القصة تتكلم عن الواقع الذي يعيشه أبناء العراق أثر تهجيرهم من قبل الأرهاب والأحتلال والآن يعاني العراقي من جراء القوانين الصارمة من جيرانه العرب لأنه كل الأبواب غلقت وبقت بـاب الغـرب الذي فتـح بـابـه للعراق أمثال السويد والدنمارك واستراليا الآن العراقي يعاني بسبب الـ...... ، ولكن نقول شكراً لكل من ضيفنا ورحب بنا وتحية للشقيقة سوريا .
good